كانت إشبيلية عاصمة الأندلس ومن ثم مقاطعة إشبيلية في جنوب إسبانيا. أقيمت على ضفاف نهر الوادي الكبير، ووصل عدد سكانها عام 2011 إلى أكثر من 700,0000 إنسان، وهي بذلك تحتل المرتبة الرابعة في مدن إسبانيا.
وتعود أصول مدينة إشبيلية إلى ألفي عام، حيث مرت فيها شعوب وتأثيرات كثيرة، مما جعلها مدينة ذات طابع وشخصية مميزين. وكان اسمها في العصر الروماني المبكر هيسباليس (hispaliss)، لكن لم يصمد من هذه الفترة في المدينة إلا قناة واحدة. فتحها المسلمون عام 712 ميلادية وتحولت إلى مركز هام لهم في الأندلس. وإكتسبت إشبيلية شهرتها في فتة حكم العرب والمسلمين للأندلس (جنوب إسبانيا)، وذلك في العصور الوسطى، كما سُميت مرة “حمص” بسبب قدوم جنود الشام إليها. وقد بنى عبد الرحمن الثاني فيها أسطولاً بحريًا ودارًا لصناعة الأسلحة.
بعد عصرها الذهبيّ، سقطت إشبيلية عام 646 هـ على يد ملك كاستيا وليون فرديناند الثالث إثر حصار استمرّ سنة وخمسة أشهر. وعقب استيلاء جيش الأوروبيين عليها شُيّدت مبان عامة بما فيها الكنائس، ثم لحق إشبيلية عصر ذهبي آخر بعد تراكم الثروات الناتجة عن احتكار التجارة مع الأقاليم الإسبانية في العالم الجديد. ولكن إشبيلية سقطت ثانية على يد الدكتاتور فرانكو مع الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936.
يتميز مناخ إشبيلية بكونه متوسطيًا وخاضع للتأثيرات المحيطية، كلنه عمومًا حارّ حيث يصل المعدل السنوي لدرجات الحرارة إلى قرابة 17 درجة مئوية وهذا نادر جدًا بالمعايير الأوروبية. ويتركز هطول الأمطار في إشبيلية بين تشرين الأول/أكتوبر حتى نيسان/أبريل.
من المواقع الأثرية والهامة والمركزية في إشبيلية “كاتدرائية إشبيلية” التي شيُدت في مبنى مسجد إشبيلية. وتعد هذه الكاتدرائية من بين أكبر كاتدرائيات القرون الوسطى الجرمانية، وأعلاها “الجيرالدا” وهي من أهم معالم إشبيلية، بُنيت أصلا كمئذنة لمسجد إشبيلية الكبير، وهكذا اكتسبت الكاتدرائية اسم المئذنة وصارت تعرف به. وفي مقابل الكتدرائية يوجد الكازار وهي حدائق مبنية من خليط من التقاليد المغاربية والأندلسية والمسيحية. أما دار البلدية فقد شيدت في القرن 16، كما تبرز الساحة الجديدة (بلازا نويفا) التي شيدت في القرن التاسع عشر بأسلوب تقليديّ حديث.
كما تتميز إشبيلية بأسوارها التي بُنيت بطريقة زوايا داخلية وخارجية كانت تهدف للسماح بالجنود المحاصِرين بالدخول في هذه الزوايا في السور لينقض عليهم المدافعون. ويُعرف ما تبقى من سور إشبيلية بسور المقارنة، وتوجد بعض بقايا منه أيضًا في حديقة معهد الوادي. كما يبرز السور الأمامي (شيده أبو العلا إدريس) وحفر له خندقا، وأقام عليه “برج الذهب” القائم حتى يومنا، وفي مقابل هذا البرج برج ممـاثل لـه عـلى الشاطئ القريب بينهما سلسلة حديدية ضخمة تمنع السفن من المرور ليلا في نهر الوادي الكبير.
0 تعليقات على " إشبيلية "